لا أعلم ما الفائدة المرجوة من عرض "صور النعيم المقيم في أوروبا والخليج" من سهرات مطاعم وأصناف طعام وألبسة ومدن العاب ترفيهية وتصوير بجانب معالم سياحية عالمية وغير ذلك من ملذات الحياة وعرضها على الفيس بوك في الوقت الذي توقفت به عجلة الحياة بالكامل بسورية وأقل طابور محروقات وصل الأردن بالتزامن مع أن سعر كرتونة البيض تعدى 24 ألف ليرة وغير ذلك من تعاسة لم تشهدها ولن تشهدها الألفية الثالثة..
جميع من في الداخل يمتلك تطبيق فيس بوك وجميع الغلابة لا يجدون متنفس يومي في ظل إنقطاع الكهرباء الدائم إلا الفيس بوك ولك سيدي أن تتصور حجم القهر الذي يمكن أن يعتري الموجودين بالداخل لحظة مشاهدة رفاهية أوروبا والخليج..
إن لم يكن لديك "ضابطة إخلاقية ذاتية" تمنعك من التفنن في قهر من يعيشون ببطن الحوت عبر نشر ملذاتك اليومية والتي منحك إياها ملف لجوءك فليكن لديك إعتبار من حديث الرسول المصطفى :
"من كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له"..
هؤلاء هم عمق المأساة وهم عمق الجرح الذي تقيح والوقوف معهم الآن قمة الرجولة..
لا تحتاج لمن يوصلك إليهم... جميعنا نعرف عشرات العوائل التي لا تجد قوت يومها بالمعنى الحقيقي للكلمة..
وإن مبلغ 50 دولار تدفعه في زوايا سهرتك بكل بساطة يبلغ ٣٥٠ ألف ليرة سورية والثلاثمئة ألف ليرة تعني خبز عائلة من 7 أشخاص لعشرين شهر...
لست بأكثركم بالقيمة الإنسانية فجميعكم بلا إستثناء أفضل مني لكنها كلمة حق ودعوة خير وتذكير بأجساد في الداخل إلتهم الموت نصفها.
الكاتب : ماهر الزعبي