#
#
الرئيسية / البحث عن طريق اسم الكاتب
محمد الحاج صالح
Responsive image

2023-02-07

حزام العفة..

كانت أوربا تحت الحكم الديني أثناء الحروب الصليبية وكان "حزام العفة" وقتها منتشراً. حزام يشبه الكلسون وإنما من حديد أو جلد قاس وله قفل وفتحتان واحدة للتبول والثانية للغائط. ما إن ينوي الفارس الصليبي على السفر حتى يوصي على حزام عفة للحفاظ على شرفه في غيابه. الحجاب المتشدد في بعض البلاد الإسلامية له نفس الهدف وإنما بأقل وقعاً.كنا في درس لغة نرويجية عندما طلبت منّا المعلمة أن نحكي نكتة لتتفحّص المدى الذي وصلت له لغتنا. انصدمنا جميعا ومعنا آنستنا عندما حكت الزميلة الصينية الرائعة الجمال الرقيقة جداً الحكاية التالية. قالت: من أحد موانئ الشاطئ الاسكندنافي انطلقت حملة صليبية للاندماج مع فرسان ريتشارد قلب الأسد. وكان "أولاف" فارس اسكندنافي لا يجارى ومتحمس للذهاب إلى تحرير القدس من الكفار المسلمين، ولكن ماذا عن امرأته "كاري" الجميلة؟ اشترى أولاف حزام عفة بقفل متقن. واحتفظ بالمفتاح في كيس الجلد المدفون ذفناً سريّاً في حزامه. وفي الفترة القصيرة للتحضير للسفر التهبت أفكار أولاف، فهو كان يحب زوجته كثيراً. ماذا لو أن المسلمين قتلوه؟ ما الذي سيحصل لامرأته بعده؟ جاءته فكرة أن يودع سراً المفتاح لدى صديقه الصدوق الأمين "تروند" والذي أوكل إليه أيضاً مصالحه إضافة إلى المفتاح. تحركت سفينة الفاينكنغ مغادرة الميناء وراح الجمهور يلوّح للفرسان المغادرين ومن الخلف جاء "تروند" متسربعاً راكضاً وراح يصرخ بـ"أولاف":- أولاااااف أولاااااف المفتاح لا يفتح.كان الأمر مفاجئاً حقاً للجميع في صفنا أن تأني بالحكاية فتاة رقيقة صينية من أقصى الشرق! كيف وصلتها الحكاية؟ لو كنت أنا من حكاها لكان وقعها وقع تنابز كاذب من عدو أبدي. ولكن لا... فتاة صينية من البعيد البعيد! فتاة من حضارة بعيدة بعيدة وصلتها جفاصة الحروب الصليبية وقباحتها.=====
أكمل القراءة