#
#
الرئيسية /عصير ثقافي
عصير ثقافي
Responsive image

2023-03-16

قصيدة الجلاد .. ل : أسد القصار

أسد القصار

  أبواب المهجع مملكتيوانا سلطان !وعبيدي أنتم سجنائيوالسجن يموج بضوضائيلا أرض كأرضي وسمائيكرباجي محراثُ السجنأحرث أجسادوحصادي لا يعرف وهناًأرويه بدمكم .. والأحقادتردتعد الدنيا من إسميوالحزمُ يصارعه حزميديني .. تقييحُ الأجسادِأسلاكُ الصعق .. كأولاديأرسمُ عالمكم كيف أشاء ..عتمٌ ، قيحٌ ورذاذ رماد ..في وقت فراغي أترككماشباحاً ترقد أترككموأغادرُ خارج مملكتيتبتسم الدنيا للقائيوورودٌ تعلق بردائيوالعالمُ كله يرمقنيوالعالمُ كله يعرفنيوبرغم فظاعة إجراميوالكف بلوثتكم دامييحكي الاعلام ُ بطولاتييمتدح ثباتة اقداميأحرارٌ انتم لكني ..لن أسمح بنشيد الأحرارثوارٌ أنتم لكني ..مقبرةٌ لعديد الثواريخرسُ ذا العالم عن جرميويشيدُ ببطشٍ واستبدادانتم لا شيئٌنكراتٌ !!فضلاتٌ انتم أو أعدادوانا الحقوانا القائد وانا الخالد .. ابن الخالدوانا الواقعوانا السؤدد والأمجادعذرا للقيم وللمبدا ولشرعة إنسانٍ وحقوق وللتاريخ وللموروثِ وللأجداد فزماني هو زمنٌ مسخٌ !  وزماني ...هو زمن الأوغاد أسد القصار المانيا - زاكسن
أكمل القراءة

Responsive image

2023-03-16

صدور رواية "جمهورية الظلام" .. ل : فواز حداد

مجلة القبضة - رصد

صدور رواية "جمهورية الظلام"فواز حدادرياض الريس للكتب والنشر - بيروتمن الكتاب: .... سيشرح لها تلك المعجزة التي لا تنازل عنها، معجزة صنعتها انقلابات تتالت، كلفت مؤامرات واغتيالات وإعدامات وحروبًا وتحالفات ومجازر ومساومات وتضحيات وخيانات وسجونًا لا يخرج منها سوى الأموات أو الذين في النزع الأخير... هكذا وُلد النظام المعجزة. لن يزول، ولن يُضحى به. هذه الحرب لم تكن إلا ليترسخ، الرئيس الخالد أعده كي يستمر إلى الأبد."لكن ماذا عن...؟"."لن يستمر إلا برحيله".نحن نبني نظامًا جديدًا في العالم، نقدم مثالًا لا نظير له، ليس جمهوريًّا ولا ملكيًّا، لا رأسماليًّا ولا اشتراكيًّا. إذا كان سيشرّش في كوكبنا فلأنه يرنو إلى عالم نهائي، رؤساء الدول يرغبون في نسج صنو لنظامنا، ويتمنون اعتماد الوراثة حلًا لمهزلة الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة. هذا نزوع دفين لديهم، آن ظهوره، سيسترشدون بنا. نحن التجربة الفريدة للأنظمة التي ستتحكم بالعالم، تواطأوا على أن يدعوا بلدنا في أتون الاختبار، إن نجحنا، سيقتدون بنا. عندما تنفرط الديمقراطية في دولة كبرى، ستتساقط باقي الدول كما أحجار الدومينو.أمعنتِ النظر إليه، أحسّت بالخوف من عينيه المحدقتين إليها، لم يكن يراها، كان يرى ما يتراءى له، ماذا كان؟ لم تصدق عينيها، على وجهه، تلمحت المرشح لقيادة الحركة التصحيحية، طمأنها:"النظام باقٍ، النظام أبدي" تمتم مؤكدًا.
أكمل القراءة

Responsive image

2023-03-13

سلسلة بنات أفكاري .. هل حدث وفهمت نافذة..! ل: الكاتبة فاتن علوش

فاتن علوش

النافذة هي أكثر ما يمكن أن يجذبني في شارع ما.. فكل ما مررت بجانب نافذة أتساءل ماذا يجري خلفها هل هي دمعة أم بسمة.. ضوء أم عتمة؟وتجيبني النوافذ..!  بعضها  يضحك عاكساً فرحَ البيت.. تنفتحُ صباحاً لتتطاير ستائرها البيضاء مرحبة ومستقبلة الشمس بين ذراعيها.. وتفوح منها رائحة ممزوجة بحبٍ وفرح.. وضجة من نوع جميل تتسلل منها لتخبرك أن سكانها سعيدون.. يحتفلون بالصباح.. بضوء الشمس يرحبون.. يمكن أن تكون عائلة جميلة توثّق ما قُسِم لها من فرح العمر.. قبل أن يمضي العمر.. النافذة تشي بسكانها.. فإن وجدتها مغلقة بستائر قاتمة ذلك يعني أنها تهرب من مصافحة الصباح.. ومن مواجهة الحياة.. ستخبرك أن ساكنها وحيد.. حزين القلب متعب يقلب دفاتر العمر وحده.. أو ييحدق بألبوم صور قديم يبكي ما ضاع منه.. لا ضجة ولا صوت سكون تام يعلن مأساوية المكان..النافذة لا تحفظ سراً.. فهي تبوح بخبايا الروح.. فإن وجدتها مضاءة ليلاُ بالشموع.. فهي تعلن الحب ولا شيء أكثر جمالاً وسحراً وحميميةً من نافذةٍ مضاءةٍ بالشموع.. للنافذة شكل وصوتٌ جاذبٌ.. وأكثر إثارة ووضوحاً من ما نراه أمامنا في وضح النهار.. خلف هذه النوافذ روحٌ تحلم بالحياة.. روحٌ تعيشها.. وأخرى تهربُ منها وتلعنها.. خلفَ هذه النوافذ أرواحٌ متعبة وأخرى هاربة.. والقليل من الأرواح التي تحيا الحياة..تُعرَفُ روح النافذة من إطلالتها..  فمنها ذات الستائر القصيرة البيضاء المطرزة بخطوط راقية تعكس دفءَ وحميمية المكان.. كفتاة شابة بكامل أنوثتها.. ومنها من تكون ستائرها مكونة من عدة طبقات تخنقها وتخنق  النور خلفها فتطفئ روح المكان كامراة متعبة أضاعت بوصلتها.. وأنا من عشاق النوافذ.. أبحث عنها في كل مكان.. في البيت.. وفي وسائل النقل.. أستند عليها وأغرق في التفاصيل التي تمر بها دون أن أرى شيئاً من هذه التفاصيل.. لتأخذني النافذة إلى تفاصيل أخرى وكثيرٍ من الأفكار.. تأخذني الى نوافذ أخرى بعيدة.. كانت تطل على الحياة.. أيام كانت النوافذ تستعير من الشمس نورها فتنلأ البيت دفئاً ونوراً.. وأعود لنافذتي لا شيء معي إلا الذكريات.. أتابع واقعاً حولي هو في سباقٍ دائم.. واقعٌ لا يكف عن السباق.. كل شيء حولي كأنّه في سباق.. حتى الليل والنهار.. الحياة كلها تجري بسرعة.. ولا أحد يعير انتباهاً للنوافذ..  لا أحد يفهمها.. لم يعد لدينا وقت للنوافذ..
أكمل القراءة

Responsive image

2023-03-07

شتّان!

أحمد اليوسف

  كان جيلنا آخر جيل يشهد مجالس الفشكِ في القرية. والفشك هو روث الحيوانات الذي واظبت نساء القرية على جمعه وتخزينه لفصل الشتاء كمادةٍ لإيقاد النار بدل الحطب. اجتمعنا مرة، في أول سنة لي في القرية في جبل الزاوية، بعد نزوحي من الرقة، عصبة من الأطفال لنسرب الفشك (نلمّه) في أحراجنا تاركين الخصى تلوح كيفما تشاء لا تغطيها سراويل ولا كلاسين . " فضايل الله والنبي! ما في أحلى من شوفة الأولاد معبايين المرج والبيدر!"، هكذا قالت أم أحمد وهي تتأمل أطفالا يسربون الفشك وخصاهم تلوح على مد النظر. كنا أول جيلٍ لا يموت نصفه من المرض في عمر الطفولة.وكانت النسوة تجمع ما قد سربناه نحن الصبية وتنقعه بالماء لتعاود عجنه ولكّه في قطعٍ صغيرةٍ تسمى بـ “القرفوش" وفي صيغة الجمع تسمى بالـ “قرافيش". ولكل امرأة في ريفنا خصوصيتها الفنيّة في لكّ القرافي وفي أختامها ورسومها التي تطبعها على فشكها. "والله هالخصوات أكبر من خصوات أبو سليم الله يرحمه!"، هكذا قالت أم سليم مقهقهه وهي ترسم خصيتين على قرفوشٍ من الجلّة تكريما لخصيتي طفولتي بعد أن جمعتُ لها حرجاً من الفشك. ولم أر في حياتي كلها متاحف تنافس في جمالها المبهم متحف الفشك المنتشر في العراء على حيطان قريتنا. وحده الله يعلم لماذا كان لنسوةٍ، فقيرة الحقائق والمال، كل هذا الحرص الشديد على الجمال في لكّهن للجلّة! ولمجلس الفشك طقوسٌ منها علو أصوات النسوة وهي تغني جماعةً وكأنهن في مولدٍ نبويٍّ أو في مهرجان نوباتٍ صوفيّة. وتعودت النسوة في كل استراحةٍ من اللكّ على الدخول في سجالات خلافيّة حول كل شيء: فسجال في الدين نقدا لأكل مهر المرأة، وفي السياسة لعنا للدولة، وفي الحب نميمة على الرجال. " الحب متل الإيمان، طيب عند الطيبين وبشع عند البشعين"، هكذا كانت تقول جدتي الدرويش في الحب في مجلس النسوة. ولكل امرأة في مجلس الفشك رأيٌ وموقفٌ شخصي حول كل شيء. وحين هجرت طفولتي وهجرت قريتي وسكنت اللاذقية كطالب للفلسفة أذهلني، إلى حد (الدعشة)، الفارق الشاسع ما بين فوضويّة ريفٍ، يسمى بالضيعة، ينقش الجمال حتى على قرافيش من الجلّة، وبين انضباط طلبةٍ مثقفةٍ تطوعت في حلقات حفظٍ لا تميز فيه ما بين جامعات علمٍ وحوزاتٍ تحفيظيّة. لم يكن لنا هوية ولا شخصية ولا رأي ولا حتى قضية بل مجرد طلبة تحفظ ما يُملى عليها.في امتحان الفلسفة للسنة الثانية وقفت مراقبة على باب القاعة وأخرى وقفت في الوسط وتوجهت إلينا بالقول:" انقلوا قد ما بدكن بس ما بدي اسمع صوت وضجة، يالله كل واحد ينقل من الي جنبه"، فتحولت القاعة إلى بازارٍ من الطلبة المتجولين بحثا عن اجابات ينقلونها في مشهدٍ قبيحٍ مفرطٍ في بشاعته. وكان، للمفارقة، كل هذا القبح المبين في امتحان مادة علم الجمال. شتان ما بين نقش الجمال على قرافيش من الجلّة في مجالس النسوة في القرية وبين ثقافة المسخ القبيحة في جامعات الأب المفدى. شتّان!
أكمل القراءة